بسم الله الرحمن الرحيم
The brain and the relationship with high blood pressure
يتأثر الدماغ ذو النسيج الحساس كثيراً بارتفاع ضغط الدم، من خلال آليات عدة ومظاهر مرضية عدة أيضاً. منها مايكون عبر تأثر شرايينه ومنا مالاعلاقة له بشرايين الدماغ.
جلطة الدماغ:
تتأثر شرايين الدماغ بتصلب الشرايين كأثر من آثار ارتفاع ضغط الدم الذي يعم شرايين الجسم كلها، وتحصل جلطة الدماغ عندما يحصل انسداد في أحد شرايينه، وتختلف مصادر انسداد الشريان، إما لضيق أحد شرايين الدماغ نتيجة ترسب الكولسترول فيها، أو نتيجة لقطعة انفصلت من تصلب شريان أخر كالشريان الأورطي، وقذفها الدم إلى شريان الدماغ وبالتالي أدت إلى انسداده.
وهنا تجدر ملاحظة أن تكون ترسبات الكولسترول في الشرايين الكبيرة، والتي هي ضعيفة الالتصاق بالشريان، عرضة لأن يجرفها الدم معه حال ارتفاع قوة ضخه وضغطة، بما يقذفها إلى أعضاء بعيدة تستقر فيها وتسد شريانها كالدماغ والكلي والقدمين وغيرها.
نزيف الدماغ:
يحصل نزيف الدماغ لأسباب عديدة أحدها مرض ارتفاع ضغط الدم بشكل عام. والآليات التي من خلالها تزيد عرضة الإصابة بنزيف الدماغ لدي مرضي ارتفاع الضغط عديدة، أهمها الأثر المباشر لنوبات ارتفاع الضغط بشكل عال غاية في الإفراط، الأمر الذي يؤدي إلى تهتك الشريان وحصول ثقب فيه وبالتالي نزيف الدم من خلاله، وخاصة إذا وجدت أمور مصاحبة تقلل من تخثر الدم وتجلطه خارج الشريان بشكل سليم كتناول الأسبرين أو حالات الفشل الكلوي أو فشل الكبد وغيرها.
إضافة إلى هذا، فإن تأثير ارتفاع ضغط الدم على بنية الشرايين ذاتها يؤدي إلى ضعفها فوق حصول تصلبها. وهذا الضعف في بنية الشريان يؤدي مع مرور الوقت وارتفاع الضغط إلى تكوين أكياس وعائية كالبالونات الصغيرة في مجري الشريان، وهي أشبه ماتكون بما يلاحظه البعض في انتفاخات خراطيم الماء المطاطية، وخاصة التي يضخ في سائل بضغط عال.
وهذا الذي يعتري بنية الشريان، الذي يسمي «أنوريزما الشرايين» هو أمر عالي الخطورة في الواقع، إذ قد يؤدي إلى نزيف الدماغ أيضاً.
أثار جلطة ونزيف الدماغ:
تتعدد آثار جلطة ونزيف الدماغ، وأهمها هو نقص وصول الدم إلى أجزاء من الدماغ بما يؤدي إلى تلفها وبالتالي فقد تأثيرها المنظم والمسيطر على الجسم، بما ينتج عنه شلل الأطراف أو فقد القدرة على الكلام أو البلع وغيره.
هذا في حصول جلطة أو نزيف كبير، وقد تحصل هذه الأمور بشكل صغير ربما لا يلاحظ إلا بالدقة في المتابعة، بما يؤدي إلى فقد بعض قدرات الدماغ بشكل بطيء وقليل في كل مرة تحدث، وبعد فترة تظهر مظاهر واضحة له نظراً لتراكم الضرر. وإحدى مظاهرها التي تظهر في فحص الدماغ بالأشعة السينية عبر الكومبيوتر أو الأشعة المغنطيسية هو ضمور الدماغ الكلي أو الجزئي.