بسم الله الرحمن الرحيم
Blood pressure and its effects on the heart
ضغط الدم ومدى تاثيرها على القلب
يتأثر القلب باضطراب ضغط الدم انخفاضاً وارتفاعاً. فالانخفاض يقلل من جريان الدم في الشرايين التاجية، وهو أمر مهم في حالات الجلطات القلبية وغيرها، والتي سنعرضها لاحقاً في حلقات ضمن الحديث عن كل ما يهم القارئ الكريم حول أمراض شرايين القلب وعلاجها بالقسطرة وعمليات القلب المفتوح لها.
وارتفاع ضغط الدم يؤثر على القلب عبر جانبين، هما:
عضلة القلب:
تؤدي عضلة القلب المكونة لحجراته الأربعين مهمتين أساسيتين، هما الانقباض لضخ الدم، والانبساط ليتمكن الدم من التجمع بكمية كافية فيه، وكلا هذين الأمرين هام.
من هنا يلحظ القارئ الكريم ان ضعف عضلة القلب يشمل ضعف الانقباض للضخ وكذلك قصور الانبساط للاستيعاب.
إن وجود ارتفاع في ضغط الدم يتطلب من القلب قوة إضافية في انقباضه كي ما يضخ الدم من خلاله الشرايين. وهو أشبه ما يكون بمحاولة غلق باب وهناك من يقاوم إتمام ذلك من الجهة المقابلة، بما يوجب على الإنسان بذل مجهود عضلي مضاعف لغلقه. ومع مرور الوقت يحصل تضخم في حجم عضلة القلب وسمكها، تماماً كما يتمرن أحدنا لبناء عضلات جسمه بحمل الأثقال وغيرها.
والتضخم في عضلة القلب المتمثل في زيادة سمكها، هو ما يحاول الطبيب رصد وجوده لدى كل مريض بارتفاع ضغط الدم. إذ هو مؤشر على ان طوال مدة الإصابة بارتفاع ضغط الدم فإن الضغط كان ذو قدر عالٍ، أي لم يتم التحكم به. وأيضاً هو مؤشر ينذر باحتمال عرضة من لديهم هذا التضخم لمخاطر ارتفاع ضغط الدم على القلب، دون غيرهم. ولذا يجري الطبيب تخطيط كهرباء القلب والأشعة الصوتية للقلب من أجل ملاحظة وجود تضخم العضلة بالذات.
والسبب في ضرر تضخم عضلة القلب هو حاجتها إلى قدر أكبر من الدم كي ما تؤدي وظيفتها المتعاظمة إزاء ضغط الدم المرتفع. فكلما زاد حجم العضلة وزاد الجهد المطلوب منها، زادت حاجتها من الدم. ونظراً إلى أن الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب تحاول أن تلبي هذه الحاجة المتزايدة، لكن قدرتها محدودة في نهاية الأمر، وبالتالي تصل إلى مرحلة لا يعود بمقدورها تلبية ذلك. وهنا تبدأ العضلة بالتأثر تبعاً لذلك، بما يؤدي الى هبوط قوة عضلة القلب وضعفه في النهاية. وسنتحدث عن هذا لاحقاً.
أضف الى هذا ان عضلة القلب الطبيعية هي ذات تراكيب مترابطة تشريحياً، تغدو بالتضخم المرضي عضلة مخلخلة نتيجة ترسب مواد ليفية وغيرها، وهو عامل آخر يؤدي إلى ضعف عضلة القلب وخاصة في وظيفة انبساطه.
ثم بعد هبوط قوة عضلة القلب المتضخمة يبدأ حجم القلب بالاتساع، وهو أمر آخر غير تضخمه، وذلك في محاولة لتعويض النقص في قوة القلب، لكنها محاولة عديمة الفائدة و تسيء إلى القلب، بما يزيد طين ضعف القلب بللاً .
شرايين القلب والجسم:
يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى نشوء تصلب الشرايين فيها. بما يؤدي إلى نقص تزويد الأعضاء المختلفة بالدم اللازم لحياتها. من هنا تنشأ آلام الذبحة الصدرية وجلطة القلب والدماغ، وكذلك هبوط القلب والفشل الكلوي وغيرها من الآثار.
ويلحظ القارئ الكريم أن تأثير ارتفاع الضغط على القلب هو من جوانب عدة تنهكه وتعرضه للخطر. والذي يهمنا أن إهماله لاتنقضي مساوئه على القلب، كلما حصل تغير مرضي وأهمل من المريض بعدم مراجعة الطبيب، أو من الطبيب بإهمال متابعة الضغط بالطريقة السليمة، فإنه يؤدي إلى ضرر أخر وأشد، وهكذا تتسلسل الأمراض، ولهذا يعاني المرضي.