بسم الله الرحمن الرحيم
خلال النوم تسترخي عضلات الجسم بصفة عامة، ويشمل هذا الاسترخاء عضلات مجرى الهواء العلوي، وهي العضلات التي تساعد على إبقاء مجرى التنفس مفتوحًا وتسهل حركة الهواء من وإلى الرئتين. وهذا الاسترخاء لا يؤثر عادة في سعة مجرى التنفس عند معظم الناس، إلا أن فئة معينة من الناس تكون لديهم القابلية لانسداد مجرى الهواء أثناء النوم، وقد يكون هذا الانسداد كليًا أو جزئيًا.
أعراض توقف التنفس اثناء النوم تتكون من: فرط النعاس أثناء النهار أو كثرة الخمول والتعب، والشخير، التوقف عن التنفس أثناء النوم، وزيادة اللهاث أو الشعور بالاختناق (الشرقة) والاستيقاظ. والمرضى المصابون بتلك الأعراض هم عادة من الذكور المتوسطي العمر الذين يعانون من الوزن الزائد (السمنة)، ولكن هذا الاضطراب قد يصيب أشخاصًا من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين وحتى أصحاب الأوزان الطبيعية. وبعض المرضى قد يكون لديهم مشكلات غير طبيعية في الأنف أو الحلق أو أي جزء من مجرى الهواء العلوي. وعلى القارئ أن يدرك أن تناول الكحول أوالحبوب المنومة تزيد من عدد مرات وفترة انقطاع التنفس خلال النوم عند المرضى المصابين بهذا الاضطراب أو الذين لديهم القابلية للإصابة به.
توقف التنفس يزيد من ارتجاع الحمض من المريء وارتجاع الحمض بدوره يزيد من توقف التنفس. ومن الأعضاء التي تتأثر بالشخير وتوقف التنفس أثناء النوم الجهاز الهضمي. وتأثر الجهاز الهضمي يمكن أن يكون على عدة مستويات منها ارتجاع أو ارتداد الحمض المريئي. والسبب في ذلك أن انسداد البلعوم يمنع دخول الهواء إلى الصدر، لذلك ومع كل محاولة للتنفس وسحب الهواء من قبل النائم يحدث نقص شديد في الضغط داخل التجويف الصدري قد يصل إلى (-60 مل زئبق) وهذا الضغط السالب يعمل على سحب الحمض من المعدة إلى المريء غير المهيأ لاستقبال الحمض. لذلك يسبب الحمض التهابا في الغشاء المبطن للمريء وقد يسبب تقرحات شديدة. وتزداد أعراض الحموضة عند المصابين عند الاستيقاظ من النوم وقد تسبب الاستيقاظ المتكرر. وتدخل هذه التغيرات المريض في دائرة مفرغة حيث إن ارتجاع الحمض من المعدة إلى المريء والذي قد يصل إلى الحلق يزيد من الشخير ومن ثم توقف التنفس أثناء النوم الذي يزيد بدوره ارتجاع الحمض. كما أن وصول الحمض إلى البلعوم يسبب انقباضا حادا وشديدا في عضلات الحلق مما ينتج عنه اختناق شديد. لذلك على الذين يعانون من الحموضة الليلية التأكد من عدم إصابتهم بتوقف التنفس أثناء النوم كما يجب على الأطباء التأكد من أن المصابين بتوقف التنفس أثناء النوم لا يعانون من ارتجاع الحمض. أنصحك بمراجعة مختص وعمل تخطيط للنوم ومعايرة لجهاز التنفس المساعد بعد التأكد من التشخيص.