بسم الله الرحمن الرحيم
مشكلة النسيان أصبحت مشكلة شائعة في زمننا هذا
ربما يرجع السبب فيها إلى زيادة أعباء الحياة ويتمثل العلاج في شقين
سنذكرهم بالتفاصيل :
الأول: كيفية الانتهاء عن المعاصي .
الشق الثاني : معالجة النسيان .
أما أولها فلتتبع الآتي :
1) الدعاء مع العزم على الترك والنية الصادقة .
2) تجنب الأسباب المؤدية للمعاصي كرفيق السوء، وإليه
يشير قوله تعالى : ” وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم
الظالمين ” [الأنعام:68] .
3) مجالسة الصالحين ؛ ففي ذلك تشجيع على الطاعة ،
وابتعاد النفس عن المعصية ، مع تجنب الجلوس منفرداً ؛ لأن الجالس وحده عرضة
لوسوسة الشيطان ، والخلطة الصالحة عون على الخير .
4) تحديث النفس بآثار الطاعة من رضا الله ، وما يستتبعه من كثرة الأرزاق والتيسير في الأمور .
5) الانشغال بالنافع من الأمور ، هذا بعض ما ينبغي في كيفية القضاء على المعصية .
وأهم من ذلك :
ـ بذل الجهد في مجاهدة النفس حتى تترفَّع عن ارتكاب المعصية ، وتتهيأ لفعل الطاعة .
ـ كذلك النظر في عواقب العصاة في الدنيا ؛ فهذا أدعى لزجر النفس عن المعاصي ودعوتها إلى الطاعة.
الشق الثاني وهو (علاج النسيان) .
1) يبدأ أيضا بالدعاء لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه –
الذي طلب فيه من الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن يدعو له بعدم النسيان ،
فصار سيدنا أبو هريرة – رضي الله عنه – أحفظ الصحابة لحديث رسول الله –
صلى الله عليه وسلم- وأكثرهم رواية له.
2) الذكر لقوله تعالى :” واذكر ربك إذا نسيت ..”
[الكهف: 24] ، ومن الذكر ( لا إله إلا الله ) ، ( سبحان الله وبحمده) ، (
والصلاة على النبي ) .
3) الاستعاذة من الشيطان ، لقوله تعالى:” فأنساه الشيطان ذكر ربه ..” [يوسف: 42].
4) ترك المعاصي ، وقد أشار إليها الإمام الشافعي حين قال :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور *** ونور الله لا يهدى لعاصي
5) تفريغ القلب من الشواغل الدنيوية ، وهناك أمور أخرى تساعد على التذكر وعدم النسيان، منها :
- تكرار قراءة الشيء بوعي ، وخصوصا القرآن الكريم ؛ فإن القارئ الذي لا يتعاهد القرآن يتفلت منه.
- كتابة ما يريد حفظه أو تذكره، فتقييد العلم بالكتابة .
- التؤدة والـتأني أو التمهل .
- الراحة العقلية والقلبية والبدنية ، وعدم الإجهاد
الذي يكون بإفراط ، وفي أول الأمر وآخره . تجمع بين شيئين ، الطاعة مع
الاهتمام والجد والاجتهاد فذلك يجعل الإنسان ذاكراً متذكراً .