بسم الله الرحمن الرحيم
* تعريف المبيض :
المبيضان عند المرأة يناظران الخصيتين عند الرجل ،
وفائدة المبيض : هو إنتاج الهرمونات الجنسية الأنثوية (الأستروجين
والبروجستيرون ) ، وأيضا إنتاج وتخزين البويضات التي تخرج منها واحدة شهريا
؛ للتلقيح بالحيوان المنوي . ونظرا لأن المبيض يوجد بموضع عميق داخل تجويف
الحوض فإن كثيرا من المتاعب والأورام التي تصيبه لا يتم إدراكها بسهولة .
* مشاكل المبيض :
تتميز أورام المبيض بصفة عامة بأنها بطيئة النمو ، ولا
يظهر لها أعراض واضحة إلا بعد أن تبلغ حجما كبيرا ، وهذه الأورام والتي
تصيب المبيض تكون غالبا أوراما حميدة ، وقلما تحدث بل تصل إلى سن الأربعين .
ونظرا لزيادة قابلية الإصابة مع التقدم في السن ، فإنه
ينبغي بعد بلوغ سن اليأس أن تشخص أي اضطرابات أو أعراض ترتبط بالحوض بدقة
مثل حدوث نزيف مهبلي . ويمكن بعمل منظار للبطن لتحديد المبيض المصاب بالورم
، ويكون العلاج في هذه الحالة باستئصال المبيض مع الرحم . وعادة يتبع هذا
العلاج علاج إشعاعي أو إعطاء عقاقير مضادة للسرطان ؛ للتأكد من عدم انتشار
المرض . كما يتعرض المبيض لمشكلة تكون الحويصلات به والتي تسمى بالحويصلات
المبيضية ، وهي من الأمراض الشائعة إلى حد ما ، وتؤدي الإصابة بها
لاضطرابات بالدورة الشهرية ، وتكون غالبا في صورة زيادة مدة الدورة ، وربما
الإحساس بضغط ، وبتورم بالبطن ، وقد يحدث عقم . وأحيانا يصاب المبيض
بحويصلات عديدة ، وتسمى هذه الحالة بمرض ، أو متلازمة الحويصلات المبيضية
العديدة ، أو متلازمة ستين ليفينثال ؛ وتحدث هذه الحويصلات بسبب عدم
التوازن الهرموني . وقد تؤدي لانقطاع الحيض تماما . ويمكن التأكد من وجود
هذه الحويصلات بالفحص بمنظار البطن . كما تتميز هذه الحالة بحدوث زيادة
بشعر الجسم ، وزيادة في الوزن ، وخشونة بالصوت فيكون أشبه بالصوت الذكري (
تستوستيرون ) . كما تعتبر هذه الحالة سببا شائعا للعقم . كما يتعرض المبيض
لمشكلة الالتهابات التي قد يكون سببها الأمراض المنقولة بالجنس مثل مرض
السيلان ، أو بسبب العدوى بفيروس التهاب الغدة النكفية ، وعادة يؤدي التهاب
المبيض لألم موضعي على اليمين أو اليسار من أسفل البطن .
* الحويصلات المبيضية :
يحتوي المبيض على حويصلات أو جريبات تسمى جريبات جراف ،
يتضح داخلها البويضات التي تخرج منها واحدة شهريا للتلقيح وحدوث الحمل ،
وأحيانا يفشل الجريب في تحرير البويضة التي بداخله وبدلا من ذلك يستمر في
النمو والكبر ويتجمع سائل بداخله ويفرز هرمون الأستروجين مكونا ما يسمى
الحويصلة المبيضية ، وعادة يتكون أكثر من حويصلة ، فتحدث بذلك هذه الحالة
المرضية الشائعة إلى حد ما والتي تسمى المتلازمة المبيضية متعددة الحويصلات
أو التي يمكن أن نطلق عليها ببساطة تحوصل المبيض أو أكياس المبيض . ونتيجة
لنمو هذه الحويصلات فإنها تحدث شدا بنسيج المبيض فيصبح رقيقا مشدودا يحيط
بالحويصلات المنتفخة ، والتي قد يصل قطرها إلى 8 سم .
وما سبب هذه الحويصلات ؟ وكيف يتم تشخيصها ؟ إن غالبية هذه الحويصلات ، أو هذا النمو الحويصلي ؟
تكون حميدة وسببها يتعلق بعدم التوازن الهرموني .
ونظرا لأن الخلايا المكونة لهذه الحويصلات تكون خلايا بدائية تماما ، فهي
الخلايا التي ينمو منها الجنين ، مما يمكنها بالتالي أن تنمو إلى أي نوع من
الأنسجة ، فليس غريبا أن نجد أن هذه الحويصلات تحتوي على أنسجة متخلفة مثل
: الأسنان ، والشعر ، والعظم ، والغضاريف . وهذا في الحقيقة يساعد في
التشخيص ، ويميز هذه الحالة .. ففي حالة وجود أسنان مثلا يمكن أن ترى بوضوح
من خلال الفحص بالأشعة .
* الأعراض :
- الإحساس بتورم على أحد جانبي البطن أو كليهما كأن هناك حمل .
- حدوث تغير بطبيعة الدورة الشهرية .
- كثرة التبول .
- حدوث صعوبة في التنفس .
- قد تحدث دوال بالساقين وتورم بالقدمين ؛ بسبب الضغط على الأوردة المارة بالساقين .
- حدوث عقم .
- حدوث زيادة بشعر الجسم .
- انقطاع الطمث .
* أهمية التحرك بمجرد حدوث الأعراض :
عندما تزداد الحويصلات في الحجم قد تلاحظ المرأة حدوث
تورم بالبطن ، وعادة تضطرب الدورة الشهرية وينقطع الطمث ، ومن الضروري مع
حدوث مثل هذه التغيرات أن تستشيري الطبيبة فورا ؛ لأن من المحتمل أن تحدث
أعراض أخرى نتيجة ضغط الحويصلات على بعض الأعضاء مثل المثانة البولية أو
الأوعية الدموية الكبيرة ، وربما الرئتين في حالة تضخمها بشدة ، وفي حالات
نادرة قد يحدث التواء أو تمزق للحويصلة ؛ مما يسبب ألما حادا في البطن
يحتاج إلى جراحة عاجلة .
في حالة الإصابة بهذا المرض والاضطرار لإجراء جراحة لا
تدخلي أبدا حجرة العمليات غير مقتنعة أو راضية عن العلاج الجراحي .
فاستفسري أولا من الطبيبة عن بدائل علاجية أخرى ، وعن مدى ضرورة ومدة
العلاج الهرموني في حالة استئصال المبيض . وعما إذا كان الضروري استئصال
المبيض أم لا .
وماذا بعد الجراحة ؟ في حالة استئصال الحويصلة ومبيض ،
ستعود الأمور لمجراها الطبيعي ؛ لأن المبيض الآخر لا يزال يقوم بوظيفة
فستحدث الدورة الشهرية ويحدث التبويض ، أما في حالة استئصال المبيضين ، فإن
ذلك سيؤدي إلى انقطاع الطمث أو بلوغ سن اليأس مبكرا ، وغالبا ستصف لك
الطبيبة في هذه الحالة علاجا هرمونيا كنوع من الاستعاضة عن هرمونات المبيض ،
وقد تنصح باستمراره حتى بلوغ السن المتوقعة لانقطاع الحيض بصورة طبيعية (
أي سن اليأس ) .