بسم الله الرحمن الرحيم
الكلى والقلب
رغم أن الكلية والقلب يلعبان أدوارا مختلفة في الجسم، فإن الأبحاث تشير إلى أن أنهما مترابطان بقوة.
إذ إن إصابة أي منهما بالمرض يزيد من خطر إصابة الآخر. وهذا الترابط قوي جدا بحيث أن أحد الخبراء وصف أمراض القلب وأمراض الكلى بأنهما «توأمان مصيريان قاتلان».
وتزيد أمراض القلب من خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، وعلى سبيل المثال فقد أظهرت دراسة أجريت على 13826 شخصا أن وجود مرض في القلب زاد من خطر ظهور مشكلات في الكلى بنسبة 54 في المائة. وهكذا فلأجل العناية بكليتيك، عليك العناية بقلبك.
ورغم أن الأطباء قد عرفوا منذ زمن طويل أن مرض القلب يؤهل المصاب به لأمراض الكلى فإن الكثير قد أصيبوا بالدهشة عندما ظهر أن العكس صحيح أيضا.
فأمراض الكلى هي أحد عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومنها النوبة القلبية وعجز القلب، ومرض الشرايين المحيطية، ومرض الشريان السباتي وخثرات الأوردة الدموية العميقة. ومع تدهور وظائف الكلى فإن خطر أمراض القلب يزداد.
ووفقا لدراسة هولندية فإن كل انخفاض بمقدار 10 مل/دق في معدل الترشيح GFR يرتبط بارتفاع بنسبة 32 في المائة في خطر النوبة القلبية.
أما الانخفاض السريع في معدل الترشيح فيؤدي إلى خطر الوفاة الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية.
والعلامة الأخرى لأمراض الكلى، هي وجود البروتين في البول، وهي مؤشر قوي لظهور أمراض القلب.
وحتى البول البروتيني الميكروي، أي وجود كمية ضئيلة جدا من البروتين في البول، يرتبط بخطر عال. وكلما ازدادت كمية البروتين زاد الخطر.
ورغم أن أمراض الكلى ليست مدرجة في قائمة عوامل الخطر التقليدية على القلب فإن الأبحاث قد تغير ذلك. ولعل أمراض الكلى تقود إلى إضعاف قدرة الجسم على تنظيم وظائف الأوعية الدموية، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى إجهاد القلب.
إن من السهل عدم الالتفات إلى الكليتين بوصفهما عضوين صغيرين يقومان بمهمة تخليص الجسم من النفايات، بصنعهما للبول.
إلا أن الحقيقة تكمن في أن الكليتين تلعبان دورا كبيرا في تنظيم عمل الأوعية الدموية وضغط الدم، وفي تحفيز إنتاج خلايا الدم الحمراء، وفي التمثيل الغذائي لفيتامين «دي» والكالسيوم.
وأمراض الكلى شائعة وهي تقود في الغالب إلى حدوث فقر الدم، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض العظام. كما تقوي أمراض الكلى خطر أمراض القلب والوفاة المبكرة.
وأمراض الكلى قابلة للعلاج، كما أن غسيل الكلى أو زرعها بمقدورهما إطالة حياة المريض بالفشل الكلوي في مرحلته المتقدمة.
ومع كل هذا فإن الوقاية تظل أفضل كل العلاجات، فبخطوات بسيطة يمكنك أن تحمي كليتيك!