بسم الله الرحمن الرحيم
وفيما يتعلق ب”الأم الجافية” فهي أشد مقاومة وقوة، ولذا فهي تغطي الدماغ برمته، وكذلك النخاع الشوكي وتنتهي بطريق مسدودة على مستوى الفقرة العجزية الثانية يوجد بين “الأم الحنون” التي تغطي مباشرة الدماغ و”الغشاء العنكبوتي” السائل الدماغي الذي يتعرض لالتهاب ما، ويمكن من خلال أخذ عينة صلبية (قطنية) التعرف إلى تشخيص التهاب السحايا.
واذا كانت غالبية السحايا ذات مصدر معدٍ بمعنى انها ظهرت عند المرء جراء تعرضه لعدوى بكتيرية او فيروسية، فإن بعضها يكون سبباً في حدوث امراض اخرى التهابية او سرطانية، وقليلاً ما تكون العدوى بسبب طفيليات أو فطريات.
والواقع ان التهاب السحايا يعتبر من بين الأمراض المعدية التي تسبب قلقاً كبيراً للاطباء وتحتاج الى حذر شديد ومراقبة دائمة من قبل الوالدين.
وأشد هذه الالتهابات قسوة وخطراً البكتيرية منها، اذ تشير الاحصاءات ان ما يقارب ال”5 - 10” أشخاص يصابون بها من كل 100 ألف شخص، وأكثر الذين يتعرضون لالتهاب السحايا هم الاطفال، لكن الأعداد الكبيرة من الضحايا نجدها لدى البالغين حيث يصل الامر بهؤلاء الى الموت.
والبكتيريا المسببة لالتهاب السحايا تعتمد كثيراً على عمر الشخص المعني، فالمكورات السحائية والرئوية هي من اكثر الميكروبات التي تصيب الاطفال الواقعة اعمارهم بين سنة الى 4 سنوات، كما ان البكتيريا المعروفة ب”Haemo philus Imfluemzae” هي المسؤولة مباشرة عن تعرض المولودين الجدد لهذا المرض. وهناك انواع اخرى لا تقل أهمية عن هذه الاخيرة منها اللستيرية (جنس بكتيريا من الوتديات)، والمكورات العقدية (B) والعصيات القولونية، التي تصيب بشكل عام كبار السن، ويضاف الى هذه الميكروبات الاساسية، عصية داء السل (BK) وأنواع اخرى أقل خطراً كالمكورات العنقودية، أو العوامل المسببة لمرض ليم (بورليا - جنس من اللولبيات)، والسفلس والبريميات الرقيقة (جنس من المجزآت من رتبة الملتويات، مركبة من العضويات الدقيقة الحلزونية ذات اطراف معقوفة وكثرتها تسبب المرض).
والتهاب السحايا الفيروسي، مرض كثير الانتشار، لكنه حميد، ويعود في الاصل الى فيروسات تصيب القناة الهضمية وفيروسات مسؤولة عن النكاف (أبوكعب) أو أمراض اخرى مثل الزكام والحصبة وشلل الاطفال.
اما على المستوى العيادي (السريري) فتعبر السحايا عن نفسها اولاً بظهور العارض السحائي المرتبط بحمى وأوجاع في الرأس وتقيؤ، كما يمكن ان تظهر اعراضاً او علامات عصبية عامة او محلية تصاحبها حمى واضطرابات في الوعي الذاتي.