بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر سرطان عنق الرحم من الأورام التي يمكن منعها إذا ما شخص مبكرا، حيث تسبق التغيرات السرطانية مرحلة الخلايا ما قبل السرطانية (Pre-invasive) ، وهي مرحلة تمتد لفترة طويلة قد تصل إلى عشر سنوات وأكثر.
وهناك إمكانية تشخيص التغيرات ما قبل السرطانية بسهولة وذلك بالفحص الدوري النسائي مع أخذ مسحة من عنق الرحم سنوياً، حيث ينصح بعمل الفحص الدوري ومسحة عنق الرحم سنوياً بعد الزواج وبداية المعاشرة الجنسية بثلاث سنوات كحد أقصى. وبعد سن الثلاثين يمكن المباعدة بين المسحات (كل سنتين أو ثلاث سنوات) إذا لم يشخص أي تغيرات في الخلايا خلال السنوات الأولى، ويمكن التوقف عن عمل المسحة بعد سن السبعين.
عوامل الاصابة
هناك عدة عوامل تزيد من احتمال الإصابة بسرطان عنق الرحم، منها:
- فيروس HPV (Human papillomavirus)
الأمراض التناسلية عموماً، وهي بطريقة غير مباشرة تزيد من احتمال الإصابة بفيروس HPV .
نقص المناعة، مرض نقص المناعة المكتسب أو أدوية تخفيض المناعة المستخدمة بعد زراعة الأعضاء.
- التدخين
ويعتبر فيروس HPV من أهم العوامل المسببة للتغيرات السرطانية وما قبل السرطانية لعنق الرحم، حيث أكدت الدراسات أن أكثر من90% من هذه الإصابات السرطانية متعلقة بهذا الفيروس.
العدوى بفيروس HPV من الأمراض الشائعة في المجتمعات الغربية والتي تنتقل بالاتصال الجنسي، حيث تصل نسبة الإصابة بالفيروس إلى 70% لدى السيدات متوسطات العمر.
وهناك عدة فصائل من فيروسHPV تصل إلى المائة فصيلة ولكن ليست كلها مسرطنة بل أن بعضها يصيب الإنسان لفترة انتقالية ويختفي تماما.
وترجح الدراسات أن حوالي 60-70% من العدوى يمكن أن تختفي من دون علاج خلال سنتين إذا كان الجهاز المناعي سليما لدى المصابة بالفيروس.
وبالرغم من أن الفيروس يصيب الذكر والأنثى إلا أنه غالباً ما يكون خفياً بدون أعراض إلا من بعض الثآليل فقط في الأعضاء التناسلية، يضاف إليها عند التغيرات قبل السرطانية ومن ثم التحول إلى سرطان عنق الرحم إذا لم يشخص في المراحل الأولى.
ومن الصعب تحديد الفترة التي تمت فيها العدوى حتى ظهور الأعراض لأنها قد تستغرق 4 أسابيع إلى عدة سنوات.
كما أن استخدام العازل (الواقي الذكري) لا يحمي تماماً من انتقال العدوى كما هو الحال في مرض نقص المناعة المكتسب أو غيره من الأمراض التناسلية.
إمكانية التطعيم
لقد أصبح الآن من الممكن التطعيم ضد فيروس HPV وهو يعتبر من الانجازات المبهرة في مجال الأورام، والأورام النسائية تحديدا، حيث يمكن اعتبار هذا التطعيم للتقليل أو منع الإصابة بسرطان عنق الرحم.
وقد أعترفت به وكالة الغذاء والدواء FDA في الولايات المتحدة، وهو جزء من التطعيمات الدورية في الولايات المتحدة وكندا. ويعطى التطعيم للإناث من سن التاسعة وحتى السادسة والعشرين. وهو على مراحل حيث يتكون من ثلاث جرعات تعطى الجرعة الثانية بعد شهرين من الأولى والثالثة بعد ستة أشهر (6،2،0)أشهر.
ويؤدي اللقاح إلى مناعة ضد أربعة فصائل من الفيروس وهي (18،16،11،6) وتعد الفصيلتان (18،16) من أكثر الفصائل المسرطنة لعنق الرحم والمهبل والأعضاء الخارجية. بينما تؤدي الفصيلتان 11،6 إلى الإصابة بالثآليل التناسلية.
وأوضحت الدراسات على هذا التطعيم أنه عالي الفاعلية في تزويد المناعة ضد الأربعة فصائل المذكورة من فيروس HPV تصل إلى 99%-100%.